سورة محمد - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (محمد)


        


إذا حَصَلَ الظَّفَرُ بالعدوِّ فالعفُو عنهم وتَرْكُ المبالغةِ في التشديد عليهم- للندم مُوجِبٌ، وللفرصةِ تضييعٌ؛ بل الواجبُ إزهاقُ نفوسِهم، واستئصالُ أصولِهم، واقتلاعُ شَجَرِهم من أصله.
وكذلك العبدُ إذا ظفر بنفْسه فلا ينبغي أن يُبْقِيَ بعد انتفاش شوكها بقيةً من الحياة، فَمَنْ وضع عليها إصبعاً بَثَّتْ سُمَّها فيه.
{فَإِمَّا مَنَّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً} ذلك إذا رجا المسلمون في ذلك غبطةً أو فائدةً؛ مثل إفراج الكفَّارِ عن قومٍ من المسلمين، أو بسبب ما يؤخذ من الفِداء.. وأمثال هذا، فحينئذٍ ذلك مُسَلّمٌ على ما يراه الإمام.
كذلك حال المجاهدة مع النَّفْس: حيث يكون في إغفاءِ ساعةٍ أو في إفطارِ يوم ترويحٌ للنفس من الكَدِّ، وتقويةٌ على الجهد فيما يستقبل من الأمر- فذلك مطلوبٌ حسبما يحصل به الاستصوابُ من شيخ المريد، أو فتوى لسانِ الوقت، أو فراسة صاحب المجاهدة.
قوله جلّ ذكره: {قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ يَدُخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}.
إذا قُتِل أحدٌ في سبيل الحقِّ تولّى وَرَثَة َالمقتولِ بأحسنَ مِنْ تولية المقتول.
وكذلك يَرْفَعُ درجاتِه؛ فيُعْظِمُ ثوابَه، ويُكْرِمُ مآبه.


قوله جلّ ذكره: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهِ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
نصرةُ الله من العبد نصرةُ دينه بإيضاح الدليل وتبيينه.
ونصرةُ اللَّهِ للعبد بإعلاء كلمته، وقَمْعِ أعداء الدين ببركاتِ سَعْيه وهمَّتهِ.
{وَيُثَبِتْ أَقْدَامَكُمْ} بإدامةِ التوفيقِ لئلا ينهزم من صولةِ أعداءِ الدين.
قوله جلّ ذكره: {وَالَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَلِكَ بَأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}.
تعساً لهم: لعناً وطرداً، وقَمْعاً وبُعداً!
{أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}: هَتَكَ أستارَهم، وأَظْهَرَ للمؤمنين أسرارَهم، وأَخْمَدَ نارَهم.
قوله جلّ ذكره: {أَفَلَمْ يَسِيُرواْ فِى الأَرْضِ فَيَنُظُرواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}.
وكيف أهلكهم وأبادهم وأقماهم؟
قوله جلّ ذكره: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ}.
المولى هنا بمعنى الناصر؛ فاللَّهُ ناصرٌ للذين آمنوا، وأمَّ الكافرون فلا ناصرَ لهم.
أو الموْلى من المولاة وهي ضد المعاداة، فيكون بمعنى المحب؛ فهو مولى الذين آمنوا أي مُحِبُّهم، وأما الكافرون فلا يحبهم الله.
ويقول تعالى في آية أخرى: {وَالَّذِنَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ} [البقرة: 257].
ويصح أن يقالَ إنَّ هذه أرجى آية في القرآن؛ ذلك بأنه سبحانه يقول: {بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ} ولم يقل: مولى الزهَّادِ والعُبَّادِ وأصحاب الأورادِ والاجتادِ؛ فالمؤمنُ- وإنْ كان عاصياً- من جملة الذين آمنوا، (لا سيما و{آمنوا} فعل، والفعل لا عمومَ له).


قوله جلّ ذكره: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهِ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
نصرةُ الله من العبد نصرةُ دينه بإيضاح الدليل وتبيينه.
ونصرةُ اللَّهِ للعبد بإعلاء كلمته، وقَمْعِ أعداء الدين ببركاتِ سَعْيه وهمَّتهِ.
{وَيُثَبِتْ أَقْدَامَكُمْ} بإدامةِ التوفيقِ لئلا ينهزم من صولةِ أعداءِ الدين.
قوله جلّ ذكره: {وَالَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَلِكَ بَأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}.
تعساً لهم: لعناً وطرداً، وقَمْعاً وبُعداً!
{أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}: هَتَكَ أستارَهم، وأَظْهَرَ للمؤمنين أسرارَهم، وأَخْمَدَ نارَهم.
قوله جلّ ذكره: {أَفَلَمْ يَسِيُرواْ فِى الأَرْضِ فَيَنُظُرواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}.
وكيف أهلكهم وأبادهم وأقماهم؟
قوله جلّ ذكره: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ}.
المولى هنا بمعنى الناصر؛ فاللَّهُ ناصرٌ للذين آمنوا، وأمَّ الكافرون فلا ناصرَ لهم.
أو الموْلى من المولاة وهي ضد المعاداة، فيكون بمعنى المحب؛ فهو مولى الذين آمنوا أي مُحِبُّهم، وأما الكافرون فلا يحبهم الله.
ويقول تعالى في آية أخرى: {وَالَّذِنَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ} [البقرة: 257].
ويصح أن يقالَ إنَّ هذه أرجى آية في القرآن؛ ذلك بأنه سبحانه يقول: {بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ} ولم يقل: مولى الزهَّادِ والعُبَّادِ وأصحاب الأورادِ والاجتادِ؛ فالمؤمنُ- وإنْ كان عاصياً- من جملة الذين آمنوا، (لا سيما و{آمنوا} فعل، والفعل لا عمومَ له).

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7